لا يوجد منتجات في عربة التسوق
في مثل هذه الأحوال أتخيل حياتى على هيئة دفاتر مرصوصة فى رأسى، أحيانا تفتح واحدا واحدا، وأحيانا تندلق مرة واحدة وتختلط ذكريات الطفولة بملامح أخر وجه رأيته، والآن أرى منظرى فى شبرا، كنت فى العشرين من عمرى، وكنت عائدا للتو من رحلة عمل فى ليبيا، وكنت أشتغل فى الفاعل وأبحث طوال الوقت عن وظيفة، وكنت أسكن فى أوضة فى عين شمس مع أرعة زملاء من البلد، وكنت أشتغل مع مقاول هدد وإنما هدد وبناء، لايشتغل إلا فى البيوت الآيلة للسقوط، البيوت التى شمعت بالشمع الأحمر وصدرت قرارات نهائية بتنكيسها هى صميم عمله، ينحى الشمع الأحمر بلطف يناسب مكانته الرسمية ويتسلل للبيت بكتيبة عمال، فريق يحفر القواعد وفريق يشق الأعمدة والحوائط، وما هى إلا أيام وتتحقق المعجزة، ويصبح البيت المهدد بالسقوط عمارة طويلة ملونة، ومعظم البيوت القديمة فى شبرا ونواحيها تدين له بفضل استمرارها فى قيد الحياة.
من فضلك سجل الدخول وسوف تضف المنتج إلى قائمة المفضلة