لا يوجد منتجات في عربة التسوق
بِركة الأحزان تجرفه إليها، وكأنها خُلِقت لأجله، كلما حاول التنصل منها شدّته، حتى شعاع الشمس المتهادي علي وجهيهما لم يزد حزنَه إلا تركيزًا، ولم يزدها إلا حميمية والتصاقًا به، لم يعبأ بدوامات الأيام المتعاقبة حوله، وقد أخرجها مِن تواريخه المتقلبة، تشابهت أحلامه وكوابيسه.. ليله ونهاره.. صار كضفدع مستسلِم للزُوجِة ما حوله، نقيقه لا يأتي بصياد ينتشله من مستنقع أحزانه، لا يملك إلا أن يقلّب كفّيه أو يحصي أصابعه؛ لعله يقطع خيوط الأسْر التي قيّدت حتى ابتسامته الباهتة، انسلاخ أحلامِه وليالي مجدِه الغابر تتوقف عند تلك الصورة التي احتلت يومًا صدر الجرائد، وسَجلت حروف الإشادة، ومقاومة الظلم، وطرد الغاصبين للنفوس والأوطان،
كان محل فخرٍ وتَباهِ مِن قومه والمقربين، كان هو الملاذ والملجأ للكثيرين منهم، ها هو يتجرع كأس أحزانه وحيدًا بعيدًا عنهم، وهُم قد ابتعدوا عنه، لم يسألوا أنفسهم.. ماذا قام به؟ لكنهم شاركوا في فرض عزلتِه وغوصه في بحيرة أحزانه، دون أن يقدموا له يدًا تنتشله مما هو فيه، تأتيه بسمة ساخرة واهنة، تنام خجلى علي شفاهٍ لم تستعذب الحياةَ منذ زمن.
يقاوم حزنه بنظرة تائهة لا هدف لها، أو أنه يناجي طيفًا متخفيًا خلف فقاعات روحه المنكسرة، ووجهه الأسمر الجامد لا ينبئ عن شيء، وقد اختفت ملامحه خلف تجاعيدَ وخطوطٍ غائرات ومتشابكة مع مسامات بشرتِه اليابسة.
من فضلك سجل الدخول وسوف تضف المنتج إلى قائمة المفضلة