استقبله زملاؤه في العمل بسعادة، ولكنه شعر بشيء غير طبيعي من ناحيتهم في هذا اليوم، استمر في العمل ومساعدة زملائه كالمعتاد حتى أذن لصلاة الظهر، فقام وتوجه إلى المسجد الملحق بالعمل، ووقف بين يدي الخالق في خشوع وهو يصلي، أنهى الصلاة ثم توجه إلى مكتبه، فقابله أحد زملائه، وطلب مساعدته في عمل لا يستطيع القيام به وحده، فتوجه معه إلى مكتبه، دقائق معدودة وكان قد أنهى العمل البسيط، ثم توجه إلى مكتبه مرة أخرى مع زميله الذي صمم على مرافقته، ووافق هو، رغم دهشته، فتح باب مكتبه ليجد معظم موظفي الشركة وزوجته وأطفاله واقفين يحملون تورتة بها شمعتين تحملان الرَقْم 40، اليوم عيد ميلاده، وكان قد نساه وسط مشاغله، إصابته المفاجئة بالشلل، فلم يدرِ ماذا يفعل، فنزلت دموعه في فرح وامتنان، اقتربت منه زوجته، واحتضنته وسط تصفيق الجميع وطبعت قبلة على خده الأيمن وهي تهمس في أذنه "كل سنة وأنت طيب يا أحسن راجل في الدنيا، ربنا يخليك لينا"