التفاصيل
إن الاندفاع والقلق في العيش والاستمتاع الذي نبحث عنه كان ينبغي أن يحدث ذلك الخلاف، فمع الروايات القصيرة و الجذابة نبتسم بسخرية وفكاهة في إطار مليئ بالمشاعر المأساوية والرعب، حيث يتم رسم الشخصيات بسرعة، وتقصيرها لتبدو أن المشاعر مكثفة، و يتم تصحيحها لتتوافق بشكل أفضل مع الطلب المحموم على إنطباعات و أحاسيس مختلفة بسرعة، لذا فينبغي للرواية ان تكسب أرض بدلًا من خسارتها. و لكن حدث العكس فقد أظهرت عظمتها سهولة التكيف مع جميع أنواع المواضيع، والقدرة على القيام بما يقرب من أقل الحالات العاطفية المعتادة والاندفاع نحو المناطق الأعلى دون أن يقلل ذلك من عبقرية الشكل!
لكن ما هي الأسباب التي أدت إلى اكتساب القصص الشعبية في السنوات الأخيرة اليد العليّا على الرواية؟
لم أتمكن من اكتشاف أسباب أدبية بحتة، لكني أرى.. إن العديد من الروايات اليوم من حيث المحتوى، هي قصص قصيرة إلى حد ما وأقل تمييزًا لتصل إلى ثلاثمائة صفحة أو أكثر بفضل تلك الأوصاف والتحليل النفسي المزعوم، ونفس الحقائق في القصة القصيرة تتطلب مجهودًا،
- وأنت تعرف هذا أفضل مني.
فالبراعة التقنية أكبر بلا حدود، فالقصة القصيرة هي السوناتة من الفن السردي،ولن تتهمني بالمبالغة إذا قلت إنها أكثر فمن السهل أن تكتب رواية متواضعة، حتى و لو كانت رواية من القرن السادس عشر في صفحات بدلًا من قصة قصيرة ممتازة مكونة من عشر صفحات فقط.. وصحيح أن القصص الممتازة نادرة مثل القصص الممتازة للروايات، لكني لا أتردد في إضافة تلك الرواية المتواضعة.
