يعتقد المؤلفان روي بوميسـتر وجـون تيرنـي أن البحـث في قـوة الإرادة وضبـط النفـس هـو أفضـل أمـلٍ لـعـلـم النفـس للمساهمة في رفاهيـة الإنسـان. تمَّـت ملاحظـة قـوة الإرادة في المختبر، كيـف تمنـح الـنـاس القـدرة على المثابـرة، وكيـف أنهم يفقـدون ضبــط النفـس مـع اسـتنفاد قـوة إرادتهـم، وكيـف تتـزود هـذه الطاقـة العقليـة بالجلوكـوز. واكتُشِف أن قـوة الإرادة تصـير مجهَـدة مثـل العضـلات مـن فـرط الاستخدام، ولكن يمكن أيضا تقويتها على المدى الطويل من خلال التمارين.
منـذ أن أثبتـت
تـجـارِب بوميسـتر لأول مـرة وجـود قـوة الإرادة، صـارت واحــدة مـن أكثـر الموضوعـات التـي دُرِّسـت بشـكلٍ مكثـَّف في العلـوم الاجتماعية، وتُصنَّـف تلـك التجـارِب الآن مـن بـين أكثـر الأبحـاث التـي يُستشـهَد بـهـا في علـم النفـس. لقـد اكتشـف بوميسـتر وزملاؤه حـول العـالـم أن تحسـيـن قـوة الإرادة هـو أضمـن طريقـة لحيـاة أفضـل. لقـد أدركـوا، بنـاء عـلى نظريتهـم، أن معظـم المشـاكل الرئيسية، الشـخصية والاجتماعيـة، تتركـز حـول فشـل ضبـط النفـس، ومنهـا الإنفـاق والاقتراض القهـري، والعنـف الاندفاعـي، وقلـة التحصيـل في المدرسـة والتسويف في العمل، وغيرها.
كل مـا سـبق لا يعنـي أنـه لا يوجـد حـدودٌ طبيعيـة لـقـدرة الفـرد عـلى ضبــط النفـس، إلا أنـه يمكـن التأثير في هـذه الـحـدود، مـن أجـل قـوة أكبر على الاحتمال والبقاء.