في ذلك الحين، تبدل لديَّ إدراك عميق للأشياء..
وتحولت لديَّ عبارة (راحت عند أم ترتر)، من مثل شعبي، وسخرية لاذعة لوصف موقف ما.. إلى حكمة فلسفية أستطيع بها وصف الحياة، ومجرياتها!
لقد
وجدت ترياقًا لعديد من الآلام والجروح، ودواءً فعالًا للنفوس التي تعاني الفقد بكل صوره وأشكاله، مجرد عبارة، تبدو ساخرة، وغير لائقة، حتى إنني ترددت كثيرًا قبل أن أجعلها عنوانًا لكتابي..
لكنها في النهاية، كانت مختصرة، شديدة التركيز والتوجيه.. والقسوة.
وهكذا..
نحن في الواقع لا نعرف قيمة عديد من الأشياء التي نمتلكها، لأننا لم نفكر في تقييمها!
الحب، العدل، الكرامة، الوفاء، الوقت، الجهد، الملكية الفكرية، الحالة المزاجية، الصفاء الذهني، راحة البال!
كلها أشياء ينطبق عليها قول الشاعر الكبير/ أمل دنقل في قصيدته الشهيرة (لا تصالح):
(هل ترى؟ هي أشياء لا تُشترَى!).
حسنًا، عزيزي القارئ..
أعلم أنك تنوي إنفاق بعض النقود لشراء كتاب ساخر، وأنك تتطلع لبعض الفكاهة!
لا داعي إذن للفلسفة.. أو الفذلكة!
أعدك أن أحتفظ بها لنفسي خلال باقي صفحات الكتاب، حتى لا أخيب ظنك..
عملًا بمبدأ، أن الزبون دائمًا على حق!
