تأخذنا القصص إلى عوالم مختلفة ونبتعد معها عن عالمنا المعاصر إما هربًا من واقعنا، وإما لاختلاس بعض الوقت لقراءة ما يهبنا بعض لحظات من الراحة الذهنية أو المتعة النفسية التي تحدث لنا حين نقرأ، القصص هي حكايات لأشخاص أو أماكن حدثت بالفعل أو حكايات يتخيل الكاتب حدوثها، وأيًّا كان أصل الحكايات فالمهم فيها أن تحمل رسالة ما أو هدفًا ما يريد به الكاتب أن يوصله للقارئ بين سطور حكاياته، وعلى هذا الأساس كانت قصص هذا الكتاب الذي بين أيديكم، تطالعون فيه قصة من الأساطير ارتبطت بذاكرة الأجيال المختلفة وكان أي حدث يحدث يتم ربطه بتلك الأسطورة؛ فالأساطير ربما يكون فيها الكثير من المبالغات والأشياء الخارقة للطبيعة ولكنها لا بد وأن يكون لها صلة بحدث حقيقي، وكذلك تطالعون مأساة شعب بسبب جنون البشر لإثبات قوتهم المفرطة دون حساب نتائج ذلك الجنون على الأبرياء، وبالرغم من الفقد والشعور بالألم يكون الثبات، وكذلك تطالعون كيف كان الإنسان يستعبد غيره من البشر لمجرد أنهم من ذوي البشرة السمراء، وكيف كانوا يعانون من الاضطهاد والتفرقة، ومع الأسف برغم تقدم الزمان ظل الأمر على حاله، ونرى كيف أن عدسة الكاميرا قد تكون سببًا للمأساة إذا كان الغرض من وراء الصورة هو السبق الصحفي دون الالتفات للمشاعر الإنسانية، وكيف تكون أيضًا سببًا في رسم السعادة على الوجوه إذا كان حاملها إنسانًا يشعر بغيره، وتطالعون أيضًا كيف أن التسرع وعدم التفكير قد يكون سببًا في خسارة الكثير والكثير، وكيف أن العشق قد يكون سببًا في الحفاظ على أمة بأسرها، وكيف يكون أيضًا سببًا في الجنون وفقدان كل عزيز، وتطالعون كيف أن المثابرة والإصرار على تحقيق الأهداف قد تكون سببًا للسعادة، وأخيرًا أن الحِكَم قد نتلقاها ممن هم أكثر منا خبرة؛ فالزمن كفيل بتعليم المرء ما يجهله، ولمعرفة كل هذا وأكثر هيا لنقرأ هذا الكتاب.