ما أجمل أن تتراحم القلوب، وما أجمل أن يشعر كل واحد منا بغيره، فإحساسنا بغيرنا يدل على أن قلوبنا تنبض بالحب والخير، وبأن الإنسان لا يزال يحافظ على الفطرة التي وهبها الله له منذ خلق الله الكون، فطبيعة الإنسان السوي أن يكون رحيمًا رؤوفًا بغيره، وفيًا لمن يحسن إليه، لا يرد من سأله، ولا يضيم من التجأ إليه، يرحم الحيوان ويعطف عليه. ففي كل كبد رطبة أجر، وفي الكتاب الذي بين أيديكم الآن تطالعون قصصًا مختلفة لكن يجمعها فكرة الرحمة والإحسان وغيرها من المعاني الإنسانية، وهي قصص مستوحاة من مشاهد حقيقة، وما أجمل أن نحسن إلى المحتاج أيًا كان نوعه، سواء كان إنسانًا أو حيوانًا.. فالروح مقدسة وهي من خلق الله، وحتى لا أطيل عليكم هيا بنا لنبحر مع الكتاب في رحلة شراعها هو الرحمة.