دارت في منطقة الخليج العربي أحداث عدة منذ أوائل القرن السادس عشر، كان لها أثر كبير في تطورات الأحداث في تلك المنطقة الحيوية من العالم، ومن تلك الأحداث الغزو البرتغالي، إذ شهد بداية القرن السادس عشر حركة مهمة للتوسع الأوروبي شملت مختلف أنحاء العالم، فقد فتح النشاط الاقتصادي في أواخر القرن الخامس عشر
لأوروبا آفاقًا جديدة للتجارة والرخاء فاندفع الأوروبيون بحماس كبير يجوبون بحار العالم ومحيطاته بحثًا عن طرق جديدة توصلهم إلى الشرق، فضلًا عن رغبتهم بالحصول على التوابل، وكان البرتغاليون في مقدمة القوى الاستعمارية التي تحملت عبء حركة الاستكشافات الجغرافية، وتركزت نقطة الصدام والصراع بين البرتغاليين والعرب في منطقة الخليج العربي. فقد حول البرتغاليون طرق التجارة عن مسارها التقليدي؛ فحرموا منطقة الخليج العربي من مصدر أساسي من مصادر ثروته، وكانت غاياتهم واضحة ومحددة، ألا وهي الالتفاف حول العرب وشن الحرب علبهم، وتوجبه ضربة قاضية للتجارة العربية الإسلامية التي عملت منذ العصور الوسطى على إيصال البضائع الشرقية من الهند والشرق الأقصى إلى موانئ البحر المتوسط فأوروبا.
