لا يوجد منتجات في عربة التسوق
ومن الصعب أن تحترم نفسك..." إحسان عبد القدوس
هكذا يبدأ الكاتب إحسان عبد القدوس هذه الرواية المتميزة، فهي قصة الرأسمالي الجشع الذي همه المال والسلطة والجاه والسيطرة، لكم هل هو سعيد؟
دائما ما كان إحسان عبد القدوس يكره كتابة مقدمات لكتب إلا أنه قرر كتابة مقدمة لهذه الرواية بالذات لكي يتحدث عنها وما ألهمه لكتابتها فيقول في وصف روايته بعد بضعة معلومات عن النظام الرأسمالي:-
"وكذلك الرجل الذي يحتكر الآخرين ويستغلهم...انه مهما جمع من أموال، ومهما متع نفسه بمظاهر الحياة، يبقى تعيساً شقياً، لأن الآخرين الذين يستغلهم يعيشون داخل نفسه...يعيشون في صدره...وهو يحس بعذابهم، ويحس بصراخهم، ويحس باعتداءه على حقوقهم... وقد يستطيع بذكائه وأمواله أن ينتصر على من حوله من الناس .. أن يخدعهم ، ويشتري سكوتهم ومظاهر احترامهم، لكنه لا يستطيع مهما بلغ ذكاؤه أو تضخمت أمواله أن يخدع هؤلاء الذين يعيشون داخله، ولا يستطيع أن يشتري سكوتهم واحترامهم .. إن قطعة من المجتمع تعيش في صدره وتعذبه".
تعتبر هذه الرواية من روايات إحسان الطويلة حيث تبدأ القصة في ثلاثينيات القرن الماضي في عهد الملك فاروق وحتى ثورة عام 23 يوليو التي أسقطت النظام الملكي في مصر، ويروي فيها حسين باشا قصة حياته بكل الجرائم التي قام بها من اختلاس وسرقة وكذب وتدليس وقذارات مجتمع ارستقراطي كامل مبني على المنفعة المشتركة.
يتميز اسلوب إحسان عبد القدوس بالسلاسة والبساطة على الرغم من قوة وعمق المواضيع التي يتناولها، فتتوالى الصفحات والسرد دون أي عناء وبمتعة كبيرة وتتناغم مع الأحداث والشخصيات، دون إطالة وتفاصيل مملة تنفر القارئ بل من خلال وصف يشبه كاميرا سينمائية ومشاهد ممتعة بالإضافة لحوار مميز وجريء يأتي أحياناً باللغة العامية المصرية وفي أحيان أخرى بالعربية الفصحى، ويرى إحسان عبد القدوس المجتمع من زوايا كثيرة ووجهات نظر متعددة فيستخرج منها قصصاً وروايات أمتعت الكثيرين ولا تزال حتى اليوم يعاد طبعها وتباع على نحو مستمر.
من فضلك سجل الدخول وسوف تضف المنتج إلى قائمة المفضلة