تؤرقني دوما صورة الموت حينما كنت وعشت في الأزمنة والأماكن، وسوف تظل تطاردني بشكلها البشع التي تؤكد أنها المصير الأخير لكل البشر "أسفل سافلين".
لم ينجو أحد.
وجميعنا معلق في حبل يجره إلي مصيره المحتوم.
ولهذا السبب ارتبط الناس أكثر بأربابهم علي مدي العصور يطلبون منهم تخفيف المصير المنتظر.
تعددت الأسباب والموت واحداً.
كل السبل تؤدي إلي الموت حسبما يتم الاختيار أو حسبما تأتي الصدفة، لكن تجادل، لا تعترض، تقبل مصيرك، وإلا الموت في غالب الأحيان قصة هامدة راكدة فوق الأرض أو فوق فراش توقف قلب صاحبها لأسباب كثيرة وفي الغالب فأن الموت كرير بالألم كافة أنواع الألم أي أنه راح من عناء شديد.
لست سوي ذرة صغيرة في كون بالغ الاتساع، تعلمت أنه من حقي أن اعترض أو أن أسعي لتغير مصيري.
كم تمنيت إلا يكون لي جثة مهما كانت الأسباب في بعض الأحيان دعوت الله أن تكون مقبرتي في جوف حوض موسي أو في بطن أسد جائع جدا فهناك لن يمر جسدي بالمرحلة الكيميائية من تعفن وتحول إلي ديدان تنهش في جسد مازلت أقترب من نهاية الرحلة اتمني أن "أتلاشي" للأبد.
أقف عند سدرة المنتهي في مكان هو الأعلي في الكون أشعر بجسدي يتلاشي، ويتلاشي، لا أعرف ماذا يعني تلاشي الجسد؟ لكنها الصورة التي رأيتها في أحد أفلام الفانتازيا، للبطل وهو يعبر من المكان إلي لا شيء لهذا السبب أرقتني مسألة الوجود والعدم كما جاء في كتاب جان بول سارتر.
أنا أفكر أذن أنا موجود، أنا أتحسس حلمة فتاة صغيرة أذن أنا أبو الوجود أنا أتبول أذن أنا علي قيد الحياة، أنا أحب أذن أنا كائن حي لكن في العدم تختفي الأفعال حتي التلاشي لا يحدث فأنا لا استطيع أن أردد أقول أنا أتلاشي فقط أقول وأنا موجود أنا حي أنا أعيش أنا أكره أنا فاسد أنا وكل الأفعال التي أفعالها منذ الميلاد حتي نموت.
حتي نتلاشي في حالة الموت الطبيعية أذا فتحت مقبرة من مات فسوف تجد حياة موجودة أنها تقول ها أنا هنا لكن حينما نتلاشي فأن كافة المقابر سوف تتطهر من ديدانها وروائحها الكريهة وعظامها وتصبح كأنها لم تكن موجودة.
مجموعة عظام أذن أنا موجود.
أنا هيكل عظمي أذن أنا مخلوق لكن الذين تلاشوا لا يعرف أحد مكانهم ولا نسمع عنهم أنا أقف الآن عند الحافة الرفيعة للغاية مثل حد السكين قدمي عارية أريد أن أنتقل من هنا إلي هناك من الوجود إلي العدم.
لا أحد يعرف لماذا نكره العدم؟ ولا أحد يعلم هل توجد حياة ذات شكل أخر في بلاد العدم لا تفكر سوف تؤلمك رأسك وتأتي ملايين التخيلات إليك فرضة نفسها دون أن تتأكد ماذا يكون العدم.
لا شيء
لا شيء
لكني سوف أذهب إلي هناك سوف أتلاشي أذن أردت أن تأتي أهلا بك.
أذا كنت مرتجفا فسوف أترك لك مدفأة تزيد من شعورك الشديد.
