التفاصيل
"كانت المدينة المنورة ذات أجواء روحانية طاغية، تسير في شوارعها وأزقتها فتشم رائحة الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه، تصلي في المسجد النبوي فيسرح خيالك ويأخذك في رحلة إلى الماضي، كنت أعيش في معية الرسول وصحابته الكرام في كل خطوة أخطوها، أرى أبا بكر وهو يرافق الرسول كظله، يشدد من أزره ويشاركه مسؤولياته التربوية والسياسية، أنظر إلى جبل أحد فأشتم رائحة سيد الشهداء حمزة، يلوح لي خالد بن الوليد - رضي الله عنه - وهو يخرج من خلف الجبل ويحكم حصاره على المسلمين فينزل بهم هزيمة كانت ضرورية، ألتفت إلى اليسار فأجد غبارًا كثيفًا يبدو أن جيش المسلمين العائد من بدر قد أثاره، لماذا يبدو الضيق على وجه الفاروق رضي الله عنه؟ هل مازال حزينًا لعودته مع الرسول دون أداء العمرة؟ هل كان صلح الحديبية مؤلمًا إلى هذا الحد على نفوس المسلمين حتى بعدما طمأنهم النبي عليه الصلاة والسلام؟ ليتني كنت هنا حين عاد الرسول من فتح مكة ظافرًا، ليتني رأيت وجه عمر حينها، وتحدثت مع علي بن أبي طالب، ليتني سألت المهاجرين يومها عن مدى فخرهم واعتزازهم بهذا الدين وهذا الرسول؟ ليتني كنت حاضرًا حتى أقبّل جبين كل من نصر النبي يوم أن استقبلوه في مدينتهم وحموا بيضة الإسلام ودافعوا عنها. "