يعد عنصر الشخصية أهم مرتكزات الرواية، وأحد محددات الفن السردي بوجه عام، فلا يقوم النسيج الروائي دون مكون الشخصية؛ وهذا ما يجعل الشخصية الروائية من أهم مداخل النقد الروائي، وهو العنصر الذي يشمل عملية بناء الشخصية، بكل ما تشمله تلك العملية من تحديد لأبعاد الشخصية، وبما تحتوي عليه من خصائص داخلية وخارجية واجتماعية، وطرق تقديم الشخصية، فضلًا عن تصنيفها، ودراسة العلاقات الناشئة بينها وبين بقية عناصر البنية السردية.
وعند تدقيق النظر في روايات إرنست همنجواي نجده يهتم اهتمامًا بالغًا بعنصر الشخصية، فيجعله محورًا مهما في العمل الروائي؛ لذلك اخترته موضوعا لدراستي في هذا الجانب.
وقد وفق همنجواي في رسم ملامح شخصياته مع تتبع موقفهم من الواقع الاجتماعي الذي يعيشون فيه، فجاءت شخوصه مقنعة يتلقاها القارئ على أنها نموذج حي للشخصية المعاصرة.
والشخصية في روايات يوسف إدريس شخصية خاصة؛ فهو يختار فئة معينة من فئات المجتمع ثم يرصد إيقاع الأحداث اليومية مع رسم ملامح الشخوص ساكني هذه المنطقة، الأمر الذي يؤكد أنه ابن هذا المجتمع، حيث تشبع بعاداته، وامتزج بتقاليده، وتشرب واقعه بكل مرارته وحلاوته من خلال المعايشة المباشرة مع أصحاب هذا المكان.
ومن الملاحظ أيضًا أن يوسف إدريس قد عرض لنا الشخصية المأزومة، والشخصية اللامبالية، والشخصية الجادة القلقة عن طريق واقع اجتماعي متخلخل يسوده الجهل والتحلل من المبادئ والقيم.