لا يوجد منتجات في عربة التسوق
الصاحب للصاحب كالرقعة للثوب، إذا لم تكن مثله شانته.
فكلنا يبحث عن صديق يرد غيبتنا، ويؤنس وحدتنا، يشاركنا همومنا، ويخفف عنا مصائبنا، يكون صاحب الفرح لا مجرد مشارك فيه، وكل منا يجد صديقه، في الحي، في المدرسة، في الجامعة، في النادي، ولكن القليل منهم من يظل معك داخل الدائرة، ويمضي معك في رحلتك، وكل منا يجتهد في اختيار الصديق،
فمن من لا يتذكر موقفا طريفًا، أو مغامرة مع الصديق؟ رن الجرس على بيوت غرباء، والهرولة من مدخل العمارة كالفرار من الجحيم، ومطاردة البواب، وعلوّ الضحكات والقهقهات... من منا لم يقذف البومب وصواريخ الألعاب على السيارات، وشرفات الجيران والمدرسين... من لم يفتن على صديقه لزميلته في المدرسة الإعدادية أو الدرس، أنه معجب بها... ثم تحضر له والدها أو أخوها... من منا لم يحفظ القرآن الكريم في المسجد المجاور لمنزله... من منا لم يشارك في ضرب وشجار بعد مبارة كرة قدم حامية على أرض أسفلتيه قاسية، تنتهي بشرخ في وجه القدم، وجبس، وتوبيخ، والكثير من الإمضاءات البلهاء. على الجبس، ألم تلعب مع أصدقائك البنج بونج في كلية علوم؟... وصرفت كل أموالك على البلياردو... عشرة دومينو تقفل على البلاطة... وأول مرة تركب سيارة على البحر... وسحب الرخص لأنك استعملت الكلاكس... وأول مرة تذهب إلى بيتزا هت... وأول كتاب تبتاعه من مهرجان القراءة للجميع... لغز ميكي... وسمير والبحث عن فضولي... وقصص الحب العالمية المترجمة... ومن لا يتذكر روايات عبير وزهور، مجلة آخر ساعة والكواكب وأسرار النجوم... ومن لا يتذكر المغامرون الخمسة والشياطين التلاتاشر... أدهم صبري وسونيا، وفلاش ورفعت إسماعيل وعمنا أحمد خالد توفيق -رحمه الله-... فالكون كريست... نادي السينما، والعالم يغني... اليوم المفتوح... ومن لا يتذكر الزحام على شباك تذاكر السينما في العيد... أفلام بروسلي والقبضة الدامية والنسر الشرس، من لا يتذكر سيلفستر ستالون في رامبو، والنزال الذي لا ينتهي في روكي، ولا تراجع ولا استسلام وفتحة برجل جان كلود فاندام في قلب الأسد... سحبة مايكل جاكسن على المسرح وتقليد أحدهم لها، فيسقط وتسقط أنت من الضحك...
