أراني انظر بعين الاشفاق علي ذاك الناظر إلي الكلمات المرصوصة و الحروف المتحافة بعضها إلي بعض ، إذ لا يدرك بفطنته إلا لمعني منطقي مفهوم الصلة من سياق مرتبطة معانية ، متجاورة ألفاظه . كم من النعيم حرم نفسه من العيش بين أفنان دوحة هذه الجنان الأرضية. بل أتعجب لقلبه كيف يفطن لمعاني الشعور و روائح العواطف ، كيف ينسدل دمعه ، و تبسم شفته ، و يرق جلده ، و يقشعر فؤاده .. أحرم تلك المشاعر ، أم ضعيفة الدرجة فلم يرتقي بعد إلي سُلم فهمها .. حقا ، إني لأشفق عليه ، والاشفاق علي مثله جائز ..