أخشى أن يُبادر إلى خاطركِ يل مليكة الروح، أنني نسيتك أو أنساكِ، يا قاطنة الفؤاد، فأنا ما زلتُ وسأظلُّ أسير أسوارك، أعدو مُستنشقًا عبير أزهاركِ، تقتلعني شمسك، فأُرسم بين أغصانك، فمنكِ كل ابتساماتي وكل آناتي ومعكِ كل أوقاتي، وإليكِ كل اتجاهاتي وذكرك كل إشراقاتي وغيابكِ كل ظلماتي، وأنتِ كل عقلي وهفواتي.
ما زلتُ أراكِ يا مُنايا تتوسطين الطلبة في حرم الجامعة، فتاة سمراء البشرة، نحيلة الجسد، رقيقة الملامح، قوية الإرادة، كانت قوتها مُستمَدة من قسوة وحدتها، فأنتِ فتاةٌ وحيدةٌ لأبٍ وأمٍ قد وافتهما المنية وأنتِ طفلة صغيرة، تقطنين مع خالة لكِ مُسنَّة، وبالرغم من كل ما مرَّ بكِ من مواقف جسيمة، أراكِ دائمًا تبتسمين، تعدين نحو الغد بخطى مُتسابقِ قد أوشك على اقتناص الفوز.