التفاصيل
خلودُ الإسلامِ وشموله يفرضان أن تكونَ معجزته خالدة، تصنع الإيمان على امتدادِ الزّمان والمكان، والقرآن هو معجزةُ الإسلامِ الباقية التي لا تزال تزكّي الإنسانيّة ترفعُ خسيستها، وتنعش وكيستها، وتصقلُ معدنها، وتقودها على بصيرةٍ إلى الله ربّ العالمين.
ومع ذلك فإنّ أُناساً تطلّعوا إلى معجزاتٍ حسيَّة، وطلبوا خوارق عادات من النَّوع الذي جرى مثله على أيدي الأنبياء السّابقين:" وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها"(الإنعام:109).ولكنّ الله لم يجب هؤلاء إلى ما يطلبون، لأنَّ مهمّة الدِّين ليس تجميد الطّفولة العقليَّة لبعضِ النَّاس ولا السَّير مع جماعةٍ من المنكرين والمعاندين، فلا يُجدي ذلك نفعاً في إقناعهم، بل وظيفة الدِّين أن يربّيَ النّاس بتفتيقِ عقولهم وتهذيبِ طِباعهم، والاستعلاء بغرائزهم، حتّى يكونوا ربانيّين حقّاً.
لتأتي الإجابة بعد إلحاحِ هؤلاء المقترحين، أو طلّاب الخوارق الحسيَّة قائلاً:" أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقومٍ يؤمنون