توجتني ليلتها ملكة لضلوعك، ضممتني إلى صدرك بقوة وأخبرتني بكبرياء أنك لم تتزوجني فقط كتلبية لنداء جسد ضاري الجوع، وإنما كوسيلة يائسة للبحث بداخلي عن ذاتك الضائعة، فلم أخضع لحر كلماتك، فقد شعرت لحظتها أنني ملكة لرجل..يقبل الانشطار على اثنتين. مملكة تتقاسم عرشها ملكتان، ملكة مخدوعة نائمة بفراش العسل منعها حب قديم من تنفيذ دستور الملكات الأزلي من قتل للذكر بعد فعل الحب الأول، وملكة ضائعة تفترش قلبا لا تثق بعقد ملكيته، تتنازعها ألف رغبة في أن
يحتويها قلبك، وألف أخرى في أن ترمي به إلى الجحيم، مملكة ضاعت بين فعل الحب وفعل الخوف ووقفت أنت حائرًا بين الاثنتين. في الصباح الباكر صاحبتني إلى شاطئ بعيد، وطالبتني بمشاركتك متعة السباحة، ولاحت بعينيك تلك النظرة الساخرة عندما أخبرتك بخجل أنني لا أجيد السباحة.كنت أحتاج دهرًا حتى يقنعني أحدهم باعتلاء الماء، فقد كان الخوف من الغرق يفوق لديّ كل خوف، ولكن عندما أمسكت بيدي وطالبتني بالاسترخاء التام والاستسلام للماء، وأخذت تهدهدني كطفلة شعرت براحة افتقدتها لسنواتٍ، وفتحت عيني لأرى تلك النظرة التي فاضت فأشعرتني أنني أعتلي أعلى قمم الحب، فطوقت عنقك والماء يحركني برفق كفراش حنون، لتحملني أنت وتقطع تلك المسافة عائمًا كدولفين لطيف يتحرك بحب وألفة فأشعرتني للمرة الأولى بالأمان.