أصبح البيت شديد الزحام، شديد الضوضاء والصخب، لم يعد كما كان في السابق بيت تأنس إليه الأرواح، فحتى البيت تغيرت ملامحه، فيا ترى هل ينسى البيت أصحابه، ينسى رائحة أنفاسهم، وصوت ضحكاتهم وبكائهم، ووقع أقدامهم، أم أنه لم ينسَ أيامًا محفورة بين طيات جدرانه، فيذكرها ما إن يشم الرائحة ويسمع الصوت ويطرب لوقع الأقدام؟ إنه بيت عتيق لا ينسى رائحة أهله، لكن الروائح اختلطت عليه من شدة الزحام.