مؤلمٌ أن أستطيع سَرْد قصصهم وبطولاتهم ولا أجرؤ على قول حرفٍ واحد من قصتي. قطعتُ عهدًا أمام نفسي إذا ذكرتُ معاناتي فقد تكون أيامي الأخيرة قد اقتربت. أسمع مئات القصص يوميًّا عبْر إذاعة الراديو التي أعمل بها، وكم كنت أتمنى أن تكون قصتي من إحداها!! لكن لم يتسع المقام لذلك، أو لعلَّ لا فائدة من ذلك الآن. ثلاثٌ وثلاثون سنة، هي عمري الآن. ثلاث وثلاثون سنة من المعاناة وحدي. وَضَعْتُ سمَّاعة العمل فوق أذني لتلتقط ألحانًا لفيروز:«أمــــــــسِ انتهينا فلا كنَّا ولا كانَا..
يا صاحبَ الوعدِ خَلِّي الوعدَ نِسيانًا
طاف النُّعاس على ماضيكَ
وارتـــــحلتْ حدائقُ العــمرِ بَكْيًا فأهدأ الآنَ».